الأربعاء، 26 فبراير 2020

جذور الحداثة النقدية: مبادئ ((دو سوسير)) في "الألسنية العامة"

جذور الحداثة النقدية: مبادئ ((دو سوسير)) في "الألسنية العامة"

دراسة : وائل النجمي:
تعد الألسنية من أهم الروافد التي بُنيت عليها النظريات النقدية المعاصرة، ونظرية الأدب ، وبدون معرفة أساسياتها بشكل واضح وعميق لا يمكن الوقوف على أرضية صلبة في عالم النظريات الممتلء بالكثير من الأطروحات والأفكار، هي المدخل الأساسي "للبنيوية" وما بعدها، بكل ما تحمل كلمة "ما بعد" من معان، ورغم المحاولات الحثيثة إلا أنه ما تزال هذه المبادئ في خانة الغموض للقارئ والباحث العربي، وهدف المحاولة المقدمة هنا هي تقديم تبصرة أساسية بأهم مبادئ وافكار الألسنية وفق محاضرات ((دو سوسير))، حتى تكون بداية لفهم حقيقي للنظريات المعاصرة، وسيعقب ذلك تناول للتطورات اللاحقة التي اسهمت في تشكل نظرية الأدب المعاصرة.
لقد خَلَفَ ((دو سوسير)) ((جوزيف وريشيمر)) Joseph Wersheimer في كرسي "الألسنية العامة" (La chaire de linguistique générale)،في جامعة (جنيف)، إثر تقاعد الأخير في عام (1906م)، ومن ثـَمَّ ألقي ((دو سوسير)) ثلاثة مجموعات من المحاضرات كان تاريخها علي النحو التالي: (1906م-1907م) و(1909م-1910م) و(1910م-1911م)، ولم يجمع ((دو سوسير)) هذه المحاضرات في كتاب ولم ينشرها هو، خاصة مع مرضه في صيف عام (1912م)، ثم وفاته في الثاني والعشرين من فبراير عام (1913م). وبعد وفاته شعر طلبته وزملائه بأهمية تلك المحاضرات، وبما فيها من فكر رصين؛ فعملوا علي نشر ما ألقاه من محاضرات في كتاب، وواجه ذلك صعوبة شديدة؛ لكون ((دو سوسير)) لم يحتفظ إلا بالقليل من المسودات الخاصة بتلك المحاضرات، ومن ثَمَّ لم يكن هناك حل سوي المذكرات التي قيدها الطلبة الذين حضروا له سلاسل محاضراته الثلاث، وكان ((دو سوسير)) قد ألف كل مجموعة منها تأليفا جديدا، ووفق خطة مختلفة، وكانت هذه المذكرات تحوي كما هائلا من التكرار، والتعارضات أحيانا، لذا أقدم كل من ((شارل بالي)) Charles Bally، و((ألبرت زيشيهاي))Albert Sechehaye ، زميلا ((دو سوسير)) اللذان لم يحضرا المحاضرات بنفسهما، علي الاجتهاد في أن يؤلفا من ذلك عملا موحدا، يحاولا فيه تحقيق بنية مركبة، مع التسليم بأولوية السلسلة الثالثة من المحاضرات، دون إهمال السلسلتين الأخرتين، وملاحظات ((دو سوسير)) القليلة التي سجلها بنفسه، وقد نشرا ذلك بمعاونة ((ألبرت ريدلنجر)) Albert Riedlinger في عام (1916م) تحت عنوان: ((محاضرات في الألسنية العامة)) (Cours de Linguistique Générale)، وجدير بالذكر أن مذكرات الطلبة نفسها لم تكن متاحة للقراء حتى عام (1967م)، إذ في ذلك الوقت بدأ ((رودلف إنجلر)) Rudolf Engler في نشرها وتقديمها لجمهور القراء.([1])
والقضية الجوهرية التي ركز عليها ((دو سوسير)) في محاضراته، هي قضية العلمية والرغبة في الانضباط والمنهجية، وفي الوصول إلي نتائج دقيقة مستقرة في مجال الدراسات اللغوية؛ لذا نبه إلي أن تناوله "للألسنية" Linguistics هو تناول من حيث حقيقتها linguistics Proper، ومن حيث ما يجب أن يكون فيها، وقد كان من ثمرة هذا التناول أنه وضح مجموعة من المفاهيم كان لها أثر كبير علي دراسة "الألسنية" نفسها، وعلي "النقد الأدبي" والعلوم الإنسانية بعامة، وسأتناول هنا أهم هذه المفاهيم وأكثرها أثرا علي "النقد الأدبي".([2]) 

"اللغات" [Langage] Languages و"اللغة" [Langue] Language و"الكلام " [Parole] Speech:

يفرق ((دو سوسير)) بين كل من "اللغات" Languages  [Langage]، و"اللغة" [Langue] Langue، و"الكلام"Speech [Parole] ، وهذه التفرقة كان لها أثر بعيد سواء علي "الألسنية" ذاتها، أو علي تعلم اللغات، أو علي "البنيوية" نفسها فيما بعد، خاصة عندما تم التوسع في استخدام هذه التفرقة بالاعتماد علي القياس، كما يذكر ((ليونارد جاكسون)) Leonard Jackson([3]). وفي هذه التفرقة لا ينظر إلي "اللغة" علي أنها "كيان متجانس" Homogeneous Entity، وإنما علي أنها تَجَمُّع لمفردات مركبة معا، ويري أن في كل فرد توجد "قدرة" تسمي: "قدرة إنتاج اللغة" Faculty of Articulated Language، وهي "قدرة" متاحة لنا جميعا في حالة أولية، من خلال الإمكانات العضوية المزود بها الجسم، لكن هذه "القدرة" لا يمكن استعمالها فعليا، ما لم يغذيها شيء آخر من خارج الفرد نفسه، هذا الشيء يكتسب الفرد براعته فيه، ويتقدم في تعلمه من خلال جهوده مع نظرائه في مجتمعه، وذلك الشيء هو ما يطلق ((دو سوسير)) عليه: "اللغة"Language  [langue]، وهي تعني هنا "نظام اللغة". وتَمَثُّل الفرد لهذا "النظام" هو ما يتيح له إمكانية استخدام تلك "القدرة" في التعبير عن مقاصده وأغراضه، وأفكاره الخاصة، وهذا الاستخدام "للغة"، وممارستها من قِبَل الفرد هو ما يطلق عليه "الكلام" [Parole] Speech.
وهذان التمييزان بين "اللغة" كقواعد ونسق، وبين استخدام الفرد لهذه القواعد ـ "الكلام" ـ، يقعان أساسا داخل المقدرة البشرية العامة علي التحدث باللغات، تلك المقدرة التي أنتجت "اللغة"، ومع اختلاف المجتمعات والأماكن الجغرافية؛ أنتجت العديد من "اللغات" المختلفة، التي ينقل بها متحدثوها معانيهم المرادة منهم إلي الآخرين، وهذه المقدرة البشرية العامة بما أنتجته من "لغات" مختلفة ومتنوعة، هي ما يطلق عليها ((دو سوسير)) مصطلح "اللغات" Languages [Langage].
ويجعل ((دو سوسير)) مهمة الألسني في ظل هذه التفريقات هي البحث في "اللغة" ودراستها، وليس البحث في "الكلام"، ومن خصائص "اللغة" عنده أنها "منتج اجتماعي" Social Product، فهي ليست من صنع فرد، وإنما هي في الحقيقة تعود إلي المجتمع كله، إذ يسهم في إنتاج "اللغة" جميع أفراد هذا المجتمع، فإذا ما استطعنا استحضار كل ما هو كامن في عقول جميع أفراد هذا المجتمع، حتى وهم نائمون، نكون قد حصلنا علي "اللغة" الخاصة بهم كما يقول، ومن ثَمَّ فإن مثار اهتمام الدراسة الألسنية هي "الخبرة المترسبة" Hoard Deposited في عقول جميع أفراد المجتمع.
وفي مقابل ذلك، فإن من خصائص "الكلام" أنه فردي، فهو يعود إلي الفرد الذي ينشئه، وإن كان الفرد ينشئ "كلامه" من خلال ما تحدده له "اللغة" من قواعد ونسق، وبما يختار هو منها من بدائل متاحة له فيها، ولكن علي الرغم من ذلك، فإن هناك علاقة متبادلة بين "اللغة" و"الكلام"، يشير إليها ((دو سوسير)) ويؤكد علي أهميتها، وهي علاقة ارتباط وجود أحدهما بالآخر، إذ ـ كما يعلق ((فيليب ب.وينر)) Philip P.Wiener علي رأي ((دو سوسير)) حول هذه العلاقة ـ ((بدون "اللغة" يصبح "الكلام" مجرد تفوه صرف ليس له معني أو دلالة، وبدون "الكلام" تصبح "اللغة" شيئا مجردا، ونظاما فارغا ليس له فائدة))([4]).

"علاقات الاقتران" Associative و"علاقات التراكيب"Syntagmatic :

حاول ((دو سوسير)) شرح كيفية تأليف "الكلام"، وذلك من خلال توضيح العلاقات التي يقيمها الفرد بين الكلمات عند محاولة تأليفه "للكلام"، ومن ثم رأي ((دو سوسير)) أن العقل البشري يقيم نوعين من العلاقات بين "الكلمات"، النوع الأول: علاقات خارج "الكلام" نفسه، وهي علاقات تنشأ في الذاكرة بين "الكلمات" التي تنتمي إلي مجموعات مختلفة، أو متتاليات مختلفة، أو فئات مختلفة، لكي تدخل في علاقات تنوع، داخل الفئة الواحدة، وهذه هي ما يطلق عليها ((دو سوسير)) "علاقات الاقتران" Associative Relations. أما النوع الأخر: من العلاقات، فهي علاقات توجد داخل الكلام نفسه، إذ تصبح الكلمات هنا خاضعة لنوع من العلاقات يختلف عن النوع الأول، لكنه نوع يتحكم في "الكلمات" من خلال ما يفرضه الترابط الحادث بينها، وهذا النوع من العلاقات يطلق عليه ((دو سوسير)) "علاقات التراكيب" Syntagmatic Relations.
وقد وضَّح ((دو سوسير)) أنه عند الحديث عن معني الكلمة، نعود إلي النوع الثاني من العلاقات ـ "علاقات التراكيب" ـ، إذ في هذا النوع نجد هناك وحدات مرتبطة معا، ضمن نظام محدد، لكن عند الحديث عن النوع الأول من هذه العلاقات ـ "علاقات الاقتران" ـ، لا نجد أية وحدات مرتبطة معا، ولا أية ترتيب يحكم تجمع هذه الوحدات الموجودة في تلك العلاقات، ومن ثم يغدو البحث فيها غير مفيد، وعليه يري ضرورة توجه البحث الألسني إلي النوع الثاني من هذه العلاقات، أي إلي "علاقات التراكيب" Syntagmatic Relations.
و"علاقات التراكيب" هذه، هي علاقات أفقية، تسير في مسار خطي مع الزمن، عند النطق بالكلمات المختلفة التي تمثل وحدات الجملة، فمثلا عند النطق بالجملة التالية: ((القطة فوق الحصيرة)) [The cat sat on the mat.]، نجد أن المعني يتحدد في هذه الجملة من خلال ما تدخل فيه الكلمات من علاقات أفقية مع بعضها البعض داخل تلك الجملة، ويتكشف المعني هنا تدريجيا مع المضي في الزمن أثناء النطق بمفردات الجملة، وبالتالي عند محاولة الإجابة علي سؤال كالتالي: ((أين القطة؟))، لا يمكن تحديد الإجابة إلا بالنظر إلي العلاقات التي تتخذها الكلمات بالنسبة إلي بعضها البعض، إذ لو أبدلنا ((الحصيرة)) مكان ((القطة)) في تلك العلاقات؛ لتصبح الجملة علي النحو التالي: ((الحصيرة فوق القطة)) [.The mat sat on the cat]، سوف تختلف الجملة كثيرا من حيث معناها، وستصبح الإجابة علي هذا السؤال مختلفة.
ومثل هذا التغير في الجملة هو تغير في "علاقات التراكيب"، لأنه تغير في المسيرة الأفقية للجملة، لكن لو أبدلت ((القطة)) بكلمة أخري مثل كلمة ((الفأر)) مثلا، لتصبح الجملة: ((الفأر فوق الحصيرة)) [The rat sat on the mat.]، سوف يكون التغير الحادث هنا هو تغير في "علاقات الاقتران"، وواضح أنه تغير لا يحدث علي مستوي أفقي، وإنما يحدث علي مستوي رأسي، من خلال استبدال ((القطة)) بما قد يقترن بها من مفردات أخري في عقل المتكلم، ويري ((دو سوسير)) أن هذا "الاقتران" بين المفردات المختلفة لا يحدث من خلال ما هو متاح من بدائل لغوية توفرها اللغة، وإنما يحدث من خلال تلك المجموعات التي ترتبط بها الكلمة مع مجموعة أخري من الكلمات، يجمع بينها عقل المتكلم في ترتيب من صنيعه؛ لذا فإنه من الممكن أن ترتبط كلمة مثل كلمة ((التعليم)) Education في ذهن فرد ما بكلمات أخري لها نفس المقطع التي تنتهي به هذه الكلمة (-tion)، فتصبح في ذهنه مرتبطة بكلمات مثل: ((التحاق)) Association، أو ((تقديس)) Deification، أو غيره، كما يمكن أيضا لهذه الكلمة أن ترتبط مع كلمات أخري تشابهها في مؤداها، كأن ترتبط كلمة ((التعليم)) بكلمات مثل: ((مدرس)) Teacher، أو ((كتاب مدرسي)) Textbook، أو ((كلية)) College، أو غير ذلك، كما يمكن لها أيضا أن ترتبط بأشياء أخري ليس بينها علاقة حقيقة، ولكن ربما أن الفرد يحبها، كأن ترتبط كلمة ((التعليم)) بكلمات مثل ((كرة القدم الأمريكية)) Baseball، أو ((ألعاب الكومبيوتر)) Computer Games، أو ((التحليل النفسي)) Psychoanalysis، أو غير ذلك من الكلمات المختلفة، التي يجمع بينها عقل الفرد طبقا لترتيبه الخاص([5]).
ومع مرور الوقت، تغير مصطلح ((دو سوسير)) الأساسي الذي استخدمه ليفيد معنى "علاقات الاقتران" Associative Relations، ليتحول إلي مصطلح آخر هو: "علاقات الاستبدال" Paradigmatic Relations، ويري ((جاكسون)) أنه هناك ضرورة للتنبيه بأن ((دو سوسير)) لم يستخدم أبدا مصطلح "علاقات الاستبدال" Paradigmatic Relations هذا؛ وذلك لأن مصطلح "علاقات الاقتران" Associative Relations، أكثر اتساعا وأفضل بكثير في التعبير عن فحواه، من مصطلح "علاقات الاستبدال" Paradigmatic Relations، الذي استخدم في "الألسنية" لاحقا، وصار ينسب إلي ((دو سوسير)) بكثرة، سواء في الشروح الكثيرة التي تناولته، أو في وجهات النظر التي تتعارض معه وتنقضه([6]).


"الكلمة" Word، و"النظام" System، و"القيمة" Value:

رأي ((دو سوسير)) ضرورة النظر إلي "الكلمة" Word علي أنها "عضو" في نظام، تترابط فيه مع غيرها من "الكلمات" التي هي أعضاء أيضا في نفس هذا النظام، إذ هو يشدد علي ضرورة النظر إلي "الكلمات" علي أنها أجزاء Terms ـ التأكيد من عند ((دو سوسير)) ـ في "نظام" System، ويؤكد علي ضرورة عدم البدء بالكلمة من أجل الوقوف علي النظام ذاته، وذلك لكونه يعطي إيحاء بأن الكلمة تمتلك "قيمة" Value في نفسها، وهذا ليس صحيحا؛ إذ القيمة التي تكتسبها الكلمة تكتسبها من خلال دخولها في علاقة مع غيرها من الكلمات، وعليه فإنه يجب البدء من النظام نفسه، من ذلك "الكل المترابط" Interconnected Whole، فالكلمة لا تمتلك أي معني في ذاتها، ودليل ذلك أنها تتخذ أكثر من معني في سياقات متعددة.
وأشار ((دو سوسير)) إلي أن مصطلح "القيمة" Value، غالبا ما ينظر البعض إليه علي أنه مرادف لمصطلح "المعني" Meaning، وذلك ليس صحيحا، "فالقيمة" هي عنصر في "المعني" ـ فهي تساعد علي تبيانه ـ، لكن لا يجب النظر إلي "المعني" علي أنه أي شيء آخر بخلاف "القيمة" ـ أي علي أنه يتواجد بذاته، دون ما تقتضيه القيمة من دخول الكلمة في علاقات تسفر عن تحديد معني "الكلمة"؛ وذلك يخالف الرؤية التي كانت سائدة من قبل حول "المعني" والتي كانت تراه كامنا في "الكلمة" نفسها، يقول ((دو سوسير)) حول تحديد "المعني" من خلال "النظام" الذي يحدد علاقات الكلام ببعضه: ((النظام يقود إلي الكلمة، والكلمة تقود إلي القيمة، وهكذا تري أن المعني يتحدد بالحاشية التي تقع حول الكلمة)).
وفي إطار رؤيته لعدم تشكل "المعني" إلا من خلال "نظام العلاقات"، رأي ((دو سوسير)) أن أفكارنا ـ من حيث كونها معاني ـ ما هي في الحقيقة إلا جزء من "اللغة"، إذ فكرنا بدون "اللغة" يصبح "هلاما" ليس له معالم، وعلي هذا خلص ((دو سوسير)) إلي إقرار أنه ما من أفكار موجودة أو محددة من خلال نفسها، أو حتى من خلال "الأفكار" السابقة عليها، إذ لا يمكن تحديد أية "أفكار" من خلال "الأفكار" نفسها، وكذلك فما من "علامات" Signs موجودة لهذه "الأفكار"، فهو يري أنه لا يوجد أبدا "فكرة" Idea، أو تفكير سابق علي وجود "العلامة الألسنية" Linguistic Sign.

"العلامة" Sign [Signe]، و"الدال" Signifier [Signifiant]، و"المدلول" Signified [Signifié]:

ويري ((دو سوسير)) أيضا أن "الكلمة" Word تتكون من عنصرين أساسيين، الأول هو: "المفهوم" Concept، أما العنصر الآخر فهو: "الصورة السمعية" Auditory Image، ونبه ((دو سوسير)) إلي أن "الصورة السمعية" ليس المقصود بها الجانب المادي للصوت Physical Sound، أي ليس ذلك الصوت الناشئ عن تحريك الفم، أو الذي تسمعه الأذن، وإنما هو :"الأثر النفسي" Psychological Imprint الذي يتركه الصوت فينا، فمثلا عندما يتحدث المرء مع نفسه، كأن يستعيد قطعة شعرية في ذاكرته مثلا، فإن الفرد هنا يتحدث مع نفسه دون أن يحرك شفتيه أو لسانه، أي دون أن يحدث صوتا من الناحية المادية، لكنه يتحدث مع نفسه من خلال الأثر النفسي الذي يتركه الصوت في ذهنه، تلك هي "الصورة السمعية" التي يقصدها ((دو سوسير)).
وكل من "المفهوم" و"الصورة السمعية" يرتبطان معا بشكل وثيق حتى أن أحدهما يستحضر الآخر في ذهن الفرد، أنظر إلي الرسم الموجود في الشكل رقم (1) والذي يوضح به ((دو سوسير)) "المفهوم" و"الصورة السمعية" علي النحو التالي:


[شكل رقم (1)]
فإذا ما أخذنا مثلا مفهوما كـ "شجرة"، سوف نجد أن له العديد من "الصور السمعية" المختلفة في اللغات المختلفة، وعند أفراد أحد هذه اللغات، فإن "الصورة السمعية" المعبر بها عن المفهوم "شجرة" فيها، تستحضر عندهم ذلك المفهوم "شجرة"، بينما لدي أفراد لغة أخري تستحضر عندهم "صورة سمعية" أخرى، هذا المفهوم، أنظر إلي الشكل التالي:


[شكل رقم (2)]
ويطلق ((دو سوسير)) علي "المفهوم" مصطلح "المدلول" Signified [Signifié]، ويطلق علي "الصورة الصوتية" المقترنة بهذا المفهوم مصطلح: "الدال" Signifier [Signifiant وهما الشقان اللذان تتكون منهما "العلامة" Sign [Signe]، أما الشيء نفسه كما هو في الواقع؛ إذ تحدث ((دو سوسير)) هنا عن "المفهوم" وليس عن الشيء نفسه، فهو يتحدث عن مفهوم /شجرة/ وليس "الشجرة" نفسها، أما تلك الموجودة في الواقع، فإن ((دو سوسير)) يطلق عليها مصطلح "المرجع" Referent.
وحدد ((دو سوسير)) بعد ذلك طبيعة "العلامة"، فذكر أنها "اعتباطية" Arbitrary تماما، بمعني أن الترابط الذي يحدث بين "الدال" و"المدلول"، لا يحدث وفقا لأية معايير أو الزامات، وإنما يحدث بطريقة "اعتباطية" تماما، فمثلا: ما من مبرر معين يجعل المفهوم "شجرة" ـ "المدلول" ـ يُعَبَّر عنه في "اللغة العربية" بالدال "ش.ج.ر.ة"، والدليل علي ذلك أنه يعبر عنها بدال آخر في اللغات الأخرى، كـ "ت.ر.ي" TREE في الإنجليزية، و "أ.ر.ب.ر" ARBRE في الفرنسية وهكذا.
وأجاب ((دو سوسير)) علي من يعترض علي مبدأ "الاعتباطية"، بوجود أصوات تختار لكونها تبدو تقليدا للصوت المختار، كألفاظ مثل: wow بالإنجليزية ـ ouâ بالفرنسية ـ wau بالألمانية ـ bau بالإيطالية ـ واو بالعربية، بأنه علي الرغم من كون هذه الحالات قليلة، إلا أنها تحوي أيضا جوانب "اعتباطية"، فهي لا تعدو أن تكون اختيارا لمحاكاة تقريبية شبه متفق عليها بين "اللغات"، لكنها ما إن تقحم في "لغة" ما، حتى تخضع لها صوتيا وصرفيا، كما تخضع المفردات الأخرى لها.
ومبدأ "الاعتباطية" يحتل مكانة خاصة في تفكير ((دو سوسير))، إلي درجة أنه ينبه إلي أن أهمية مبدأ "اعتباطية" العلامة ربما لا تتضح من الوهلة الأولي. فإذا كانت "العلامة" في أساسها "اعتباطية" وليس هناك ما يحدد إلحاق "دال" معين بـ "مدلول" معين؛ فما الذي يتحدد به "الدال" و"المدلول" ويمنع من تشوشهما؟ وهنا يجيب ((دو سوسير)) بأن العامل الوحيد الذي يمنع تداخل وتشوش "الدال" و"المدلول" هو "الاختلاف" Difference أي اختلاف كل "علامة لغوية" عن الأخرى، يقول: ((سواء كنت تتحدث عن "المعاني" أو عن عناصر "الدال" و"المدلول" فإنه لا يوجد إلا "الاختلاف" فقط (...) ففي الواقع لا يوجد "علامات" وإنما يوجد فقط "اختلاف" بين "العلامات")).
وفي هذا الشأن فإنه كثيرا ما يشار إلي تقسيم آخر للعلامات، وهو تقسيم ((تشارلز سوندرس بيرس)) Charles Sanders Peirce (1839م-1914م)، وهو لا يقيم تقسيمه للعلامات علي أساس "الاعتباطية" كما هو الحال عند ((دو سوسير))، وإنما يقسم العلامات إلي ثلاثة أنواع هي "الأيقون" Icon، و"المؤشر" Index، و"الرمز" Symbol، وقد عرف كل منها علي النحو التالي:
"الأيقون" Icon: هو العلامة التي تشير إلي الموضوعة التي تعبر عنها عبر الطبيعة الذاتية للعلامة فقط. وتمتلك العلامة هذه الطبيعة سواء وجدت الموضوعة أم لم توجد. صحيح أن الأيقون لا يقوم بدوره ما لم يكن هناك موضوعة فعلا، وليس لهذا أدني علاقة بطبيعته من حيث هو علامة. وسواء كان الشيء نوعية، أو كائنا موجودا، أو عرفا، فإن هذا الشيء يكون أيقونا لشبيهه عندما يستخدم كعلامة له.
أما "المؤشر" Index فهو علامة تشير إلي الموضوعة التي تعبر عنها عبر تأثرها الحقيقي بتلك الموضوعة. فهي لا يمكن أن تكون، إذن، العلامة النوعية لأن النوعية ماهية مستقلة عن أي شيء آخر. وبما أن المؤشر يتأثر بالموضوعة. فالمؤشر يتضمن، إذن، نوعا من الأيقون مع أنه أيقون من نوع خاص. فليست أوجه الشبه فقط ـ حتى بصفتها مولـّدة للعلامة ـ هي التي تجعل من المؤشر علامة وإنما التعديل الفعلي الصادر عن الموضوعة هو الذي يجعل من المؤشر علامة.
أما "الرمز" Symbol فهو علامة تشير إلي الموضوعة التي تعبر عنها عبر عرف، غالبا ما يقترن بالأفكار العامة التي تدفع إلي ربط الرمز بموضوعته. فالرمز، إذن، نمط عام أو عرف أي أنه العلامة العرفية ولهذا فهو يتصرف عبر نسخة مطابقة. وهو ليس عاما في ذاته فحسب، وإنما الموضوعة التي يشير إليها تتميز بطبيعة عامة أيضا. إن العام يتحقق من خلال الحالات التي يحددها. ولهذا لا بد من وجود حالات لما يعبر عنه الرمز))([7]).
ويري ((جوناثان كولر)) أن هذا التقسيم للعلامات، بشقيه الأول والثاني غير مفيد للبحث في المجالات الثقافية، وإن كانت كلها تصر علي أن "العلامة" هي في النهاية، "شكل" يَدُل و"معني" يُدَل عليه، إلا أن القسم الثالث من هذا التقسيم حيث العلاقة بين "الدال" و"المدلول" علاقة "عرفية" بتعبير ((بيرس)) ـ ويري ((كولر)) من منظوره أن مصطلح "عرفية" مساو لمصطلح "اعتباطية" عند ((دو سوسير)) ـ هو ما يجب حقا أن نتوجه إليه وأن نهتم به، وذلك لأن هذا النوع من العلامات يحث علي دراسة نظام الأعراف الذي تخضع له وتنتج المعني من خلاله، ولا يمكن شرح هذه العلامات إلا عن طريق دراسة هذا النظام وإعادة بنائه، وبالتالي يري ((كولر)) أن هذا التقسيم لا يتعارض مع تقسيم ((دو سوسير))، وإنما هو تأكيد ودليل علي صواب رؤية ((دو سوسير)) للعلامة الألسنية([8]).
وتواجه رؤية ((دو سوسير)) حول "العلامة" و"اعتباطيتها" بهذا الشكل الكثير من الاعتراضات، منها الإحساس الذي يتسرب إلي المرء بأن "العلامات" بها شيء طبيعي من "المفهوم" الذي تعبر عنه، كالإيحاء بأن هناك ما هو كبير وضخم في كلمة "فيل"، وإن كان يمكن الرد علي ذلك بأنه ربما يرجع لكوننا نفكر عمليا بهذه العلامات طوال الوقت، مما يعزز العلاقة بين "الدال" و"المدلول"، حتى تبدو وكأنها علاقة طبيعية تماما، لكن مبدأ "الاختلاف" الصرف الذي يبنيه ((دو سوسير)) علي مبدأ "اعتباطية العلامة" هو ما يثير القلق، وذلك لأن الإقرار بكون "العلامة" لا تتحدد قيمتها إلا بكونها تخالف كل "العلامات" الأخرى؛ يؤدي إلي الكثير من الخلط والتشويش عند محاولة الوقوف علي معني "كلمة" ما، حتى لو كانت هذه "الكلمة" بسيطة، ككلمة "الخالة" مثلا، إذ طبقا لمنطق ((دو سوسير)) سنضطر لتعريفها بأنها
ـ كما يذكر
((ليونارد جاكسون)) ـ: ((ليس أبا ليس أما ليس أختا ليس فيلا ليس نمرا ليس... ليس....)) إلي أن يتم استنفاد جميع الخيارات اللغوية الأخرى المتاحة، وبهذا نكون ساعتها قد عرفنا كلمة "خالة"، وواضح أن ذلك بهذه الطريقة أمر مستحيل منطقيا([9]).
لكن ((دو سوسير)) يصر ويؤكد في محاضراته علي مبدأ "الاختلاف" هذا، وسوف تبقي هذه النقطة من أكثر النقاط ضعفا في فكره، وهي أكثر النقاط التي سوف يوجه إليها الكثير من الانتقادات بعد ذلك، وهي ما سوف تتخذ منه "ما بعد البنيوية" Poststructuralism حجة علي عدم قدرة التفكير البنيوي علي تحديد وتعريف معني ما في أية ممارسة إنسانية([10]).
وفي نهاية الحديث عن "العلامة" و"الدال" و"المدلول" عند ((دو سوسير))، ينبغي الإشارة إلي ملاحظة هامة، وهي أن ((دو سوسير)) هنا لا يبدي أي اهتمام "بالمعني" كما هو في الواقع، فهو غير مهتم بكيفية تكونه، أو بكيفية إدراكه، أو غير ذلك من الأمور التي يتناولها الفلاسفة عادة عند التعامل مع "المعني"، وإنما اهتمامه الأساسي موجه إلي "اللغة" بوصفها "نظاما" و"قواعدا"، ومن ثم يسعى إلي تحديد هذا "النظام" ويسعى إلي الكشف عن هذه "القواعد"، دون توجيه أي اهتمام إلي كشف أو تحديد "المعني" الذي سوف يعمل هذا "النظام" وهذه "القواعد" علي نقله وإنتاجه في "كلام" أو"كتابة" الأفراد المتحدثين "باللغة"([11]).

محوري "التزامن" Synchronie، و"التعاقب" Diachronie:

يشير ((دو سوسير)) إلي أن البحث الألسني قد تجاهل لفترة طويلة البحث في اللغات في حالاتها السكونية states Static، وقد كان هذا النوع من البحث سائدا منذ ألاف السنين من قبل، ثم أُهمِل منذ القرن التاسع عشر، إذ عمد فقهاء اللغة في تلك الفترة إلي دراسة النصوص المكتوبة بلغات ميتة، بهدف اقتفاء أثر تاريخ اللغات، وتحديد ما طرأ عليها من تغير، خاصة تلك التغيرات التي حدثت في النواحي الصوتية، دون إهمال التغيرات التي حدثت في القواعد والمفردات، وكان من نتيجة دراساتهم "التعاقبية" Diachronic تلك ما توصلوا إليه من رسم شجرة عائلة تجمع بين لغات مثل الفرنسية والأسبانية والإيطالية، كلغات مشتقة من اللاتينية، وشجرة أخري تجمع بين الإنجليزية والهولندية والألمانية، كلغات لها سلف جرماني، ثم أرجعوا الشجرتين إلي سلف "هندو ـ أوروبي" أصلي، رأوا أنه ربما كان متحدثا بها في المجر أو أوكرانيا أو إيران منذ ألاف السنين قبل ذلك([12]).
وهذا البحث لا يؤدي الغرض المطلوب منه من وجهة نظر ((دو سوسير))، فهو يري أنه علي الرغم من الجهد الضخم المبذول فيه عند استقصاء النواحي التاريخية والتطورية التي حدثت في "لغة" ما من "اللغات" المختلفة، إلا أنه غير كاف أبدا للوقوف علي "العلامات" وتحديدها في "لغة" ما، من دون دراسة هذه "اللغة" دراسة "تزامنية" Synchronic، ومرد ذلك أن "العلامات" علي الرغم من كونها "اعتباطية"، أي أنها تخضع للتاريخ في تطورها وتغيرها، إلا أنه نظرا "لاعتباطيتها" هذه لا يمكن تحديدها ومعرفتها معرفة صحيحة، في فترة زمنية محددة، إلا بالنظر إلي علاقاتها بالعلامات الأخرى، في تلك الفترة، ودراسة هذه العلاقات دراسة "تزامنية"، تهدف إلي الكشف عنها وتحديدها، وليس إلي معرفة تطوراتها وتغيراتها.
وهو يري أن الدراسة "التزامنية" التي تعمد إلي الوقوف علي العلاقات والخصائص التي تحكم "لغة" ما من "اللغات" في فترة زمنية معينة، تعين وتساعد أيضا في القيام بدراسات "تعاقبية" تهتم بالجوانب التطورية في "اللغات" المختلفة، وعلي نحو أكثر علمية أيضا؛ وذلك لأنه يري أن "النظام" الذي تخضع له "لغة" من "اللغات" لا يتغير كله تماما في تطوره التاريخي، أي أن ليس "نظاما" محددا قد أنتج "نظاما" آخر، وإنما ما حدث هو أن بعض عناصر هذا "النظام" السابق حدث فيها تغير، والتغير في بعض عناصر "النظام" كفيل بأن يُخرِج إلي الوجود "نظاما" آخر مختلفا عنه، وبالتالي فإن الوقوف علي "النظام" في حالته السابقة، وتحديده تحديدا علميا دقيقا، من خلال دراسته دراسة "تزامنية"، يؤدي إلي التعرف بشكل أيسر علي العناصر التي تغيرت وأنتجت "النظام" التالي له، والتي تتضح بسهولة أيضا عند دراسة ذلك "النظام" التالي دراسة "تزامنية"، وهكذا فإنه من خلال القيام بالعديد من الدراسات "التزامنية" لفترات زمنية متعددة، يمكن بناء معرفة "تعاقبية" "للغة" بشكل أكثر علمية عما إذا تم الاعتماد علي الدراسة "التعاقبية" فقط([13]).
كانت هذه هي أهم أفكار ((دو سوسير)) في محاضراته، وقد تعرضت هذه الأفكار إلي التعديل والتطوير، وأحيانا إلي إساءة التفسير أيضا، أو بتعبير ((ليونارد جاكسون)) تم إعادة بناء ((دو سوسير)) بحيث يخدم أغراضا معينة([14])؛ لذا فمن الضروري فهم آراءه الأساسية علي وجهها الصحيح، ومعرفتها معرفة دقيقة، وجدير بالملاحظة أن ((دو سوسير)) ألقي محاضراته وأوربا علي حافة انهيار تاريخي كما يقول ((تيري إيجلتون)) Terry Eagleton([15])، ولم يعش ((دو سوسير)) لكي يري أثار هذا الدمار الذي تركته الحرب العالمية الأولي، ولا الثورات التي اجتاحت أوربا بعدها، وهي الثورات التي سحقت جميعها بعنف شديد، وفي ظل هذا الوضع السياسي والاجتماعي المظلم تم إعادة تنظير أراء ((دو سوسير))، وتوسيع دائرة تطبيقها، لتنتقل من حقل "الألسنية" إلي حقول أخري كثيرة، وكانت البداية في ذلك مع "الشكلية الروسية" Russian Formalism، وهي ما سأتناولها في المحور التالي.




[1])-) أنظر: جوناثان كولر: ((فرديناند دي سوسير)) (أصول اللسانيات الحديثة وعلم العلامات)، مرجع سابق، صـ64- 68.
([2]-) كل ما أترجمه أو أحيل إليه من محاضرات ((دو سوسير))، يعود إلي المرجع التالي:
Ferdinand de Saussure: Third Course of Lectures on General Linguistics, (1910-1911), publ. Pergamon Press, 1993, Taken From The Internet, Date: 02-02-2006,=
 «http://www.marxists.org/reference/subject/philosophy/works/fr/saussure.htm»
([3]-) ليونارد جاكسون: ((بؤس البنيوية (الأدب والنظرية البنيوية)))، ترجمة: ثائر ديب، وزارة الثقافة، دمشق،2001م، صـ80.
([4]-) Philip P.Wiener: The Dictionary of the History of Ideas: Structuralism, Volume 4, p.p.323-324, Electronic copy, Made and Published On The Internet by: University of Virginia Library (Gala Group), Date: 20-02-2006,
«http://etext.lib.virginia.edu/cgi-local/DHI/dhi.cgi?id=dv4-42»
([5]-)See: Dr.Mary Klages: Structuralism and Saussure, Taken From The Internet, Date: 25-04-2006,
«http://www.colorado.edu/English/ENGL2012Kla ges/saussure.html»
([6]-) ليونارد جاكسون: ((بؤس البنيوية))، مرجع سابق، صـ90.
([7]-) تشارلز سوندرس بيرس: ((تصنيف العلامات))، مجموعة مختارة ترجمة: فريال جبوري غزول، ضمن كتاب: ((أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة)) (مدخل إلي السيميوطيقا) ، إشراف: سيزا قاسم، ونصر حامد أبو زيد، دار الياس العصرية، القاهرة، د.ت، صـ142.
([8]-) أنظر: جوناثان كولر: ((فرديناند دي دي سوسير))، مرجع سابق، صـ166.
([9]-) أنظر: ليونارد جاكسون: ((بؤس البنيوية))، مرجع سابق، وصـ 316-317.
([10]-) See: Catherine Belsey: Post-Structuralism, Avery Short Introduction, Oxford University Press, Oxford, 2005, P.10.
([11]-) See: Dr.Mary Klages: Structuralism and Saussure, Op.Cit.
([12]-) راجع: ليونارد جاكسون: ((بؤس البنيوية)) مرجع سابق، صــ82-83.
([13]-) راجع: جوناثان كولر: ((فرديناند دي سوسير))، مرجع سابق، صـ92-103.
([14]-) يلح ((جاكسون)) علي هذه النقطة كثيرا في كتابه: ((بؤس البنيوية))، وهو يجعل من الدفاع عن إساءة قراءة ((دو سوسير))، ومن توضيح الخلط الذي تتعرض له أرائه عند الكثيرين، هما أساسيا في كتابه هذا، راجع: ليونارد جاكسون: ((بؤس البنيوية))، مرجع سابق، صـ17، 32، 102-103، 167، 304.
([15]-) أنظر: تيري ايجلتون: ((مقدمة في نظرية الأدب))، ترجمة: أحمد حسان، الهيئة العامة لقصور الثقافة، [سلسلة كتابات نقدية رقم (11)]، القاهرة، سبتمبر 1991م، صـ73.

هناك تعليق واحد:

مفهوم وحدة القصيدة عند النقاد الرومانسيين (جماعة الديوان)

مفهوم وحدة القصيدة عند النقاد الرومانسيين (جماعة الديوان) بحث: الناقد وائل النجمي يعد مفهوم "وحدة القصيدة" من المفاهيم اله...