السبت، 8 أغسطس 2015

"حلقة براغ اللغوية" Prague Linguistic Circle

"حلقة براغ اللغوية" Prague Linguistic Circle

الناقد والباحث: وائل النجمي
تأسست "حلقة براغ اللغوية" Prague Linguistic Circle في السادس من أكتوبر عام (1926م)، ويرجع فضل تأسيسها إلي ((فيليم ماثيوس)) Vilém Mathesius رئيس حلقة بحث اللغة الإنجليزية بجامعة تشارلز Charles University، وقد شاركه في تأسيسها أربعة هم ((ر.ياكوبسون)) R.Jakobson و((ب.هافرنيك)) B.Havránek و((ب.ترنكا)) B.Trnka و((ي.روبكا)) J.Rypka، وذلك علي إثر اجتماع هؤلاء الخمسة لمناقشة محاضرة ألقاها الألسني الألماني الشاب ((هـ.بيكر)) H.Becker، فتخلقت الفكرة، وأصبغ ((ماثيوس)) علي المجموعة الطابع التنظيمي، والتوجه التنظيري الواضح، وسرعان ما اتسعت دائرة هذا التجمع، فأصبح يضم بين صفوفه حوالي خمسين من الباحثين المختلفين علي مستوي العالم([1]).
ويذكر ((بيتر شتينر)) Peter Stiener أن تسمية "حلقة براغ اللغوية" وضعت علي غرار تسمية "حلقة موسكو اللغوية"، خاصة وأنها تضم في صفوفها عضوين من أبرز أعضاء حلقة موسكو هما ((ياكوبسون)) و((بوجاترف))؛ لذا فصلة النسب قوية بين "الشكلية" و"حلقة براغ اللغوية"، فالكثير من الشكليين كانوا قد ألقوا محاضرات في (براغ) مع العشرينيات.([2])
وعلي الرغم من هذه العلاقة القوية، يعلق ((تيري إيجلتون)) علي حلقة براغ قائلا: ((إن مدرسة براغ للغويات - ياكوبسون، ويان موكاروفسكي Jan Mukarovsky، وفيليكس فوديتشكا Felix Vodicla، وغيرهم - تمثل نوعا من الانتقال من الشكلية إلي البنيوية الحديثة. فقد طوّر أعضاؤها أفكار الشكليين، لكنهم نظموها نسقيا علي نحو أكثر رسوخا في إطار لغويات دي سوسير، أصبح من الواجب النظر إلي القصائد باعتبارها ((بنيات وظيفية))، تكون فيها الدالات والمدلولات محكومة بمنظومة واحدة مركبة من العلاقات، ويجب دراسة هذه العلامات لذاتها، وليس كانعكاسات لواقع خارجي: لقد ساعد تأكيد دي سوسير علي العلاقة التعسفية بين العلامة والمرجع، بين الكلمة والشيء، علي فصل النص عن الوسط المحيط به وجعله موضوعا مستقلا))([3]).
ولقد تم التحول من المفهوم الشكلي "للأدب"، إلي مفهوم "حلقة براغ"، عبر ثلاث مراحل تغيرت فيها النظرة "للأدب" من كونه: (1-) حصيلة تجمع "لأدوات" Devices، تعمل علي نزع الألفة عما هو معتاد، لكي تغير من إدراكنا لهذا المعتاد.  
  [إلي كونه] (2-) نظام من "الأدوات" Devices التي تعمل عبر وظائف "تزامنية" Synchronic، و"تعاقبية" Diachronic محددة. 
[لكي ينظر إليه علي أنه] (3-) علامة مستخدمة في سياق له "وظيفة جمالية" Aesthetic Function([4]).
ويفسر ((ماثيوس)) سرعة انتشار وتقبل أفكار "حلقة براغ اللغوية" بالنجاحات العلمية السريعة التي أنجزتها الحلقة، وهي نجاحات لم تكن أبدا وليدة الصدفة كما يقول ((ماثيوس))، وإنما وليدة "مطلب ثقافي حاد" Acute Intellectual need، نبع من احتياج العالم للعلمية في القرن العشرين([5]). لذا "فحلقة براغ اللغوية"، تعد خطوة تطورية في المسيرة الفكرية للقرن العشرين، فهي مرحلة لما بعد الوضعية Post-Positivistic  في مجال الدراسات اللغوية والأبحاث الشعرية([6]).
ويذكر ((ليبومار دوليزل)) Lubomír Doležel أن "حلقة براغ اللغوية" أقامت أسسها الإبستيمولوجية Epistemology، عن طريق إعادة صياغة الاهتمامات التقليدية حول دراسة "الأدب"؛ لتنتقل بها إلي أفق أخري أبعد، أفق "ما بعد وضعية"، وهي تفعل ذلك بالاستناد إلي أربعة عناصر رئيسية، أولها: دراسة "الأدب" طبقا للفكر العلمي الحديث، الذي تبني النزعة البنيوية في ذلك الوقت، وثانيها: دراسة الأسس الشعرية للأعمال الأدبية من منظور تجريبي Empirical، يهدف إلي توضيح إشكالاتها، والتعليق علي هذه الإشكالات بلغة شارحة Metalanguage تتبني المنظور الوصفي، بهدف توضيح تلك المتغيرات الثابتة، أي تلك المتغيرات التي نجدها موجودة بنسب مختلفة في أي عمل أدبي، وثالثها: دراسة الفئات المختلفة من الشعرية، ووصفها بشكل واضح في مجموعة من الأعمال الأدبية المحددة، أما رابعها فهو التمييز بين القارئ العادي، وبين القارئ الدارس الذي لديه خبرة في التعامل مع الأعمال الأدبية، و"حلقة براغ" توجه اهتمامها الأساسي لهذا القارئ غير العادي، أو على الأقل ما تقدمه "الحلقة" من تحليلات وتفسيرات تقدمه على مستوي هذا القارئ المميز، الذي يملك خبرة تمكنه من إدراك بعض أشياء في الأعمال الأدبية وفي التحليلات النقدية، ربما لا يستطيع الفرد العادي إدراكها علي نحو دقيق.([7])
ومن ناحية أخري، لقد أُغرِم أفراد "حلقة براغ" بنموذج ((كارل بوهلر)) Karl Bühler الذي وضع ثلاثة عوامل أساسية تشمل أحداث أية "عملية خطابية" Speech Events، هذه العوامل هي: "المُرسِل" Sender، و"المستقبل" Receiver، و"المحال إليه" Referent. و"المحال إليه" هو "الموضوع" أو "الحقيقة" التي يتحدث عنها كلا من "المُرسِل" و"المستقبل"، ومن هذا النموذج تتولد ثلاث وظائف تتحدد للغة، طبقا لتوجهها ناحية أحد هذه العناصر، فتصبح وظيفة اللغة "تعبيرية" Expressive Function [Ausdruck] إذا ما توجهت ناحية "المرسل"، بينما تصبح اللغة ذات وظيفة "نزوعية" Conative Function [Appell] إذا ما توجهت ناحية "المرسل إليه"، بينما تصبح وظيفة اللغة "إحالية" Referential Function [Darstellung] إذا ما توجهت نحو "المحال إليه" أي ناحية موضوع الخطاب.([8])
وتوجد هذه الوظائف الثلاث في أية "عملية خطابية"، وهذه الوظائف تعمل بشكل تراتبي Hierarchy، لكن هناك واحدة من هذه الوظائف تكون مهيمنة ومتحكمة في باقي عناصر الخطاب، وقد تُقبلت نظرية ((بوهلر)) هذه في "حلقة براغ اللغوية" وعدلت بشكل تدريجي؛ لكي تتلاءم مع متطلبات الوقوف علي جوانب "التواصل الأدبي" Literary Communication الذي لم يتحدث ((بوهلر)) عنه، وقد تم أول تعديل لهذا النموذج بواسطة ((موكاروفسكي))، الذي لاحظ أن هناك عامل رابع في "العملية الخطابية" تجاهله ((بوهلر))، هو عامل اللغة، وعلي نحو أكثر تحديدا عامل "العلامة اللغوية" Linguistic Sign؛ فعندما تتجه اللغة المستخدمة في "العملية الخطابية" إلي التركيز علي هذا العامل، أي إلي التركيز علي نفسها، تصبح وظيفة التخاطب "وظيفة جمالية" Aesthetic Function([9]). أما التعديل الثاني لنموذج ((بوهلر))، فقد تم بواسطة ((ياكوبسون))، وهو ما أصبح معروفا باسم "نموذج التواصل اللغوي" Schema of Language Communication، وهذا النموذج يجعله ((ياكوبسون)) مكونا من ست وظائف، يوضحها المخطط التالي:



يقول ((ياكوبسون)) في شرح هذه الوظائف: ((يقوم المرسل بإرسال رسالة إلي المرسل إليه. وتتطلب هذه الرسالة لكي تكون فاعلة، سياقا تشير إليه، يمكن للمرسل إليه استيعابه، والسياق إما أن يكون لفظيا، أو يمكن له أن يكون كذلك. كما تقتضي الرسالة شفرة مشتركة كليا، أو جزئيا، بين المرسل والمرسل إليه، وقناة اتصال فيزيائية، أو رابط سيكولوجي، بين المرسل والمرسل إليه، يمكنها من إقامة عملية الاتصال، والإبقاء عليه))([1]).
وفي حالة ما إذا تم التركيز علي احدي هذه الوظائف دون غيرها، يُنتِج هذا الخطاب وظيفة أخرى، فإذا ما تم التركيز علي "المرسل" تتكون وظيفة "انفعالية" Emotive أي معبرة عن حالة ذهنية، أما لو تم التركيز علي "المرسل إليه" فتصبح الوظيفة "استثارية" Conative أي ساعية إلي التأثير، أما إذا تم التركيز علي "السياق" تصبح الوظيفة "مرجعية" Referential أي تشير إلي المرجع الخارجي الذي تتحدث "الرسالة" عنه، أما لو تم التركيز علي "الشفرة" تصبح الوظيفة "شارحة" Metalinguistic، أما لو تم التركيز علي "قناة الاتصال" تصبح الوظيفة "تواصلية" Phatic، أما لو تم التركيز علي "الرسالة" نفسها، تصبح الوظيفة "شعرية" Potic([2]).
ويوضح المخطط التالي عناصر نموذج ((ياكوبسون))، والوظائف التي تسند إليها:



وفي ظل هذا الإطار الخاص "بحلقة براغ" وفي ظل الملمح السائد في الدراسات اللغوية بعامة، التقط كلا من ((ياكوبسون)) و((تينيانوف)) ذلك الملمح وناقشاه وقدماه في عام (1928م) فيما سمي "بالأطروحات"، وبعد ذلك بعام - أي في عام (1929م) - صاغ ((ياكوبسون)) مصطلح "البنيوية" في مجال الدراسات الأدبية، وعرفها بشكل واضح في النص التالي: ((إن كان علينا أن نحدّد الفكرة التي تقود العلم الحالي بتجلياته الأشد تنوعا، فمن الصعب أن نقع علي خيار أنسب من البنيوية. فالعلم المعاصر لا يعالج أية مجموعة من الظواهر التي يتفحصها بوصفها كتلة ميكانيكية وإنما باعتبارها كلا بنيويا، أو نظاما تتمثل المهمة الأساسية بالكشف عن قوانينه الداخلية سواء كانت سكونية أم تطورية. ويـبدو أن المنبه الخارجي لم يعد بؤرة الاهتمامات العلمية، بل الأسس الداخلية للتطور؛ فالتصور الميكانيكي للسيرورات أو العمليات يخلي الطريق للسؤال المتعلق بوظيفة هذه السيرورات.))([1])
وهذا النص بهذه الصياغة، يعد أوضح تعريف "للبنيوية" في صورتها الأساسية، و((ياكوبسون)) هنا يحاول أن يصنع منها استراتيجية بحث علمية، يُبحَث من خلالها في "النصوص الأدبية" المختلفة، وعلي هذا "فالبنيوية" كما تبدو هنا، هي منهج بحثي يحاول أن يعمل علي تحقيق العناصر التالية، عند تعامله مع أية مجموعة محددة من الظواهر:
 (1-) النظر إلي مجموعة الظواهر هذه علي أنها تشكل كلا واحدا متكاملا، وليس كلا ميكانيكيا، به بعض انفصال بين عناصره المختلفة.
(2-) هذا الكل المتكامل له قوانينه وأنظمته الداخلية التي تحكمه وتحكم سيرورته، وهذه القوانين تنقسم بين كونها قوانين سكونية [تزامنية] وأخري تطورية [تعاقبية].
(3-) هدف ووظيفة البحث هنا هو الكشف عن هذه القوانين وعن هذه الأنظمة التي تحكم هذا الكل المتكامل، وتحكم سيرورته.
(4-) البحث في هذه القوانين يجب أن يتم عن طريق التركيز علي هذه الظواهر نفسها، دون النظر إلي أية منبهات أو علاقات أخري تقع خارج هذه الظواهر.
وهذه العناصر الأربعة هي الجوهر الأساسي "للبنيوية"، وواضح علاقة هذه العناصر بأفكار ((دو سوسير)) التي سبق العرض لها، لكن من الجدير بالذكر أن ((ياكوبسون)) رفض مبدأ "اعتباطية" العلامة عند ((دو سوسير))، ورأي فيه خللا يعيق الدراسة في مجال "اللغويات"، خاصة عند التعامل مع "الأدب"؛ لذا أخذ برأي ((إيميل بنفنست)) Émile Benveniste الذي رأي أن العلاقة بين "الدال" و"المدلول" ليست علاقة "اعتباطية" Arbitrary، وإنما هي علاقة "ضرورية" Necessary([2])؛ وقد جعل ((ياكوبسون)) ما جاء عند ((بيرس)) من تقسيم للعلامة مكملا لكلام ((دو سوسير))، خاصة فكرة "الأيقون" Icon، التي تري أن "العلامة" تشير إلي "موضوعها" عبر طبيعة ذاتية في العلامة نفسها. ويتعارض ((ياكوبسون)) أيضا مع ((دو سوسير)) في رؤيته حول الدراسة "التزامنية" Synchronic و"التعاقبية" Diachronic في الظواهر اللغوية، وذلك وليد رفض ((ياكوبسون)) "لاعتباطية" العلامة اللغوية؛ لذا لا يرغب ((ياكوبسون)) في إهمال الدراسة "التعاقبية"، وتنحيتها جانبا كما يري ((دو سوسير))([3]).
وهكذا فإن طموح "حلقة براغ اللغوية" كان طموحا كبيرا فيما يخص الوقوف علي العناصر التي تحقق الأدبية في الأعمال المختلفة؛ لذا حاولت صياغة نظرية ذات طابع نسقي، تقيمه علي أساس تحديد ما هو جوهري وأساسي في "الأدب"، عن غيره من باقي العناصر التي ليست شرطا في تحقيق الأدبية، وقد نجحت بالفعل في الوصول إلي نتائج ذات أهمية كبيرة في دراسات أعضائها حول الشعر التشيكي، لكن الأحداث التي تلت ذلك، لم تُمهِل أعضاءها الوقت الكافي لكي يحققوا ما يريدونه، فمع الغزو الألماني (لتشيكوسلوفاكيا) أُغلِقت الجامعات بأمر من النازية، في نوفمبر عام (1939م)، وعلي الرغم من مواصلة أعضاء الحلقة لاجتماعاتهم في منازلهم الشخصية، إلا أنه مع استئناف نشاط الحلقة في يونيه عام (1945م) كان الكثير من أعضائها المهمين قد رحلوا، سواء بالوفاة الطبيعية ((كماثيوس)) و((تروبيزكوي)) Trubeckoj، أو بالنفي والإبعاد ((كياكوبسون)) و((ويلليك)) Wellek([4]).
وعلي الرغم من أن ((موكاروفسكي)) قد زار باريس في عام (1946م)، وألقي فيها محاضرة عن "البنيوية" في "معهد الدراسات السُلافية" (L' Institut d' Etudes Slaves)، إلا أن هذه المحاضرة لم تُنشر، ولم يكن لها أثر يذكر في الثقافة الفرنسية([5]). وبالتالي فإن "البنيوية" لم تنتقل من "حلقة براغ اللغوية" بشكل مباشر إلي فرنسا، رغم قرب المسافة في القارة الأوروبية بينهما، وإنما انتقلت عبر وسيط آخر هو ((كلود ليفي شتراوس)) الذي عَرِف "بالبنيوية" من ((ياكوبسون))، وذلك في (الولايات المتحدة الأمريكية) بعدما رحل ((ياكوبسون)) إليها في عام (1939م)؛ وهو ما أدي إلي انتقال "البنيوية" من تشيكوسلوفاكيا إلي الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عمل ((شتراوس)) علي الاستفادة من "البنيوية" في حقله التخصصي ـ "الأنثروبولوجيا ـ، وفي المحور القادم أتناول صنيعه هذا وأثره علي "البنيوية".



([1]-) نقلا عن: ليونارد جاكسون: ((بؤس البنيوية))، مرجع سابق، صـ96-97.
([2]-) See: Roman Jakobson: Six Lectures on Sound and Meaning, Lecture: 1, Source: Lectures on Sound & Meaning, publ. MIT Press, Cambridge, Mass., 1937, Taken From The Internet, Date: 02-02-2006, «http://www.marxists.org/reference/subject/philosophy/works/ru/jakobson.htm»
([3]-) See: Derek Attridge: The Linguistic Model and Its Application, IN: The Cambridge History Of Literary Criticism, Volume VIII, From Formalism to Poststucturalism, Op.Cit, P.74-75.
[4])-) See: Lubomír Doležel: Structuralism of the Prague School,O.p.Cit, P.36.
([5]-) See: Ibid, Same page.


([1]-) نقلا عن: جوناثان كولر: ((الشعرية البنيوية))، ترجمة: السيد إمام، دار شرقيات، القاهرة،2000م، صـ80.
([2]-)  أنظر: تيري إيجلتون: ((مقدمة في نظرية الأدب))، مرجع سابق، صـ123.


([1]-) See: Lubomír Doležel: Structuralism of the Prague School, IN: The Cambridge History Of Literary Criticism, Volume VIII, From Formalism to Poststucturalism, Op.Cit, P.34.
([2]-) See: Peter Steiner: Formalism, op.cit,P.P.14-15.
([3]-) تيري إيجلتون: ((مقدمة في نظرية الأدب))، مرجع سابق، صـ124.
([4]-) Ibid, P.15.
([5]-) Mathesius: Deset let, P.137, Quoted in: Ibid, P.37.
([6]-) See: Lubomír Doležel: Structuralism of the Prague School, Op.Cit, P.37.
([7]-) Ibid. P.P.37-38
([8]-) Ibid, P.40.
([9]-) Ibid, Same Page.

أهم أفكار الشكلية الروسية Russian Formalism

أهم أفكار الشكلية الروسية Russian Formalism

الناقد والباحث: وائل النجمي
بعدما تناولنا في الدراسة السابقة  أهم أفكار ((دو سوسير)) في محاضراته بشكل واضح بعيد عن الغموض، علينا أن نعرف أن هذه الأفكار قد تعرضت  إلي التعديل والتطوير، وأحيانا إلي إساءة التفسير أيضا، أو بتعبير ((ليونارد جاكسون)) تم إعادة بناء ((دو سوسير)) بحيث يخدم أغراضا معينة([1])؛ لذا فمن الضروري فهم آراءه الأساسية علي وجهها الصحيح، ومعرفتها معرفة دقيقة، وجدير بالملاحظة أن ((دو سوسير)) ألقي محاضراته وأوربا علي حافة انهيار تاريخي كما يقول ((تيري إيجلتون)) Terry Eagleton([2])، ولم يعش ((دو سوسير)) لكي يرى أثار هذا الدمار الذي تركته الحرب العالمية الأولى، ولا الثورات التي اجتاحت أوربا بعدها، وهي الثورات التي سحقت جميعها بعنف شديد، وفي ظل هذا الوضع السياسي والاجتماعي المظلم تم إعادة تنظير أراء ((دو سوسير))، وتوسيع دائرة تطبيقها، لتنتقل من حقل "الألسنية" إلي حقول أخري كثيرة، وكانت البداية في ذلك مع "الشكلية الروسية" Russian Formalism، وهي محور حديثنا هنا.

نشأة "الشكلية الروسية" Russian Formalism:

نشأت "الشكلية الروسية" عبر حركتين، الأولي كانت في (موسكو)، وعرفت باسم "حلقة موسكو اللغوية" Moscow Linguistic Circle، وقد تأسست عام (1915م)، وكان مـن أبـرز أعـضـائـهــا: ((بتر بوجاترف)) Petr Bogatyrëv، و((رومان ياكوبسون)) Roman Jakobson، و((جريجوري فينوكر)) Grigory Vinokur. أما الثانية فكانت في ((بطرسبورج)) Petersburg، وكانت تسمي "أوبياز" OPOJAZ وهي اختصارٌ لعبارة باللغة الروسية تعني: "جمعية دراسة اللغة الشعرية"، وقد تأسست في عام (1916م)، وكان من أبرز أعضائها: ((بوريس ايخنباوم)) Boris Eikhenbaum، و((فيكتور شكلوفسكي)) Viktor Shklvsky، و((يوري تينيانوف)) Yuri Tynyanov، وكانت هناك علاقات صداقة، وتقارب بين هاتين الحركتين، لكن هناك أيضا اختلافات تعيق دمج أفكار "الشكلية الروسية" في إطار نظري موحد([3]).
وتحتل "الشكلية الروسية" مكانة خاصة في مسيرة تطور الدراسات الأدبية والنقدية، إذ لها دور كبير في نشأة ما أصبح يعرف باسم "نظرية الأدب" Literary Theory([4])، وذلك لما قدمته "الشكلية الروسية" من أفكار وأراء أحدثت الكثير من التغيرات في النظر إلي العمل الأدبي، خاصة بتركيزها علي هدف محدد، هو الوصول إلى تحديد "منهج موضوعي" Objective Method، يتم به دراسة "سمات الأدب" من حيث الطرائق والأساليب، علي نحو تتحقق فيه "العلمية" Scientific، وقد رفضت "الشكلية" ما كان سائدا من قبل بمعاملة "الأدب" على أنه انعكاس محض لسيرة كاتب، أو لتوثيق تاريخي، أو لأحداث اجتماعية؛ وفي مقابل ذلك، أصر "الشكليون" علي أن "الأدب" منتج له "خصوصيته المستقلة" Autonomous Product([5]).
ومن الملاحظ، أن في اسمي "حلقة موسكو اللغوية" و"جمعية دراسة اللغة الشعرية"، هناك تأكيد علي "اللغة" وعلي العامل اللغوي؛ وذلك يعكس سمة أساسية من سماتهم، إذ هم أرادوا دراسة "الأدب" على أساس أنه "لغة"، ولكنه "لغة" بها بعض اختلاف عن تلك المستخدمة في التواصل العادي غير الأدبي، يقول ((خوسيه ماريا بوثويلو إيفانكوس)) Josè María Pozuelo Yvancos: ((وكانت وجهة نظر الشكليين حول اللغة الأدبية تريد أن تكون إيجابية؛ وذلك بعزل الإجراءات الكيفية التي تتشكل منها في مظهر يفرق بينها وبين اللغة اليومية. لقد كانوا يحاولون تجاوز الفكرة القديمة القائلة بأن الشعر ((فكرة بالصور))، وطرحوا، على العكس، دراسة أدبية الأدب لا دراسة الأدب))([6]).

أهم أفكار "الشكلية الروسية":

رفض الشكليون وجهة النظر التي ترى "الأدب" على أنه انعكاس محض لسيرة كاتب، أو لتوثيق تاريخي، أو لأحداث اجتماعية، بتعبير آخر ـ كما يقول ((إيجلتون)) ـ: ((ليس الأدب دينا ـ زائفا أو سيكولوجيا ـ زائفة أو سوسيولوجيا زائفة، بل تنظيما خاصا للغة. وله قوانينه، وبنياته، وأدواته النوعية التي يجب أن تدرس في ذاتها بدل أن تختزل إلى شيء آخر. فالعمل الأدبي ليس مركبة لنقل الأفكار، ولا انعكاسا للواقع الاجتماعي، ولا تجسيدا لحقيقة مفارقة (متعالية Transcendental): إنه حقيقة مادية، ويمكن تحليل أدائه مثلما يمكن للمرء أن يفحص ماكينة. إنه مكوّن من كلمات، وليس من موضوعات أو مشاعر، ومن الخطأ اعتبار أنه تعبير عن عقل مؤلف ما.))([7])
ومن المعروف أن الشكليين قد تأثروا بحركة كانت سائدة قبلهم ـ كانت بدايتها عام (1909م) كما يري ((دافيد كينين غام)) David Cuningham([8]) ـ وهي حركة عرفت باسم "المستقبلية" Futurism، وهي كانت تسلك سلوكا معاديا للثقافة البرجوازية المتدهورة، وكانت ترفض ذلك البحث الروحي المنغلق على الذات الموجود عند "الرمزية" Symbolism، وكانت ترفض رؤية الشاعر علي أنه "حامي حمى الأسرار الخفية"، إذ كان شعارها في مقابل ذلك هو: "الكلمة المكتفية بذاتها"، وهو ما يعني التركيز على "الأدب" ذاته، وليس النظر إليه على أنه وسيط Medium ينقل من خلاله شيئا آخر غيره([9])، وقد تأثرت "الشكلية" أيضا بآراء ((دو سوسير)) عن طريق ((سيرجي كارشفسكي)) Sergei Karchevsky، الذي حضر محاضرات ((دو سوسير)) في (جنيف)، وعاد إلي (موسكو) في عام (1917م)([10]).
ويُعَدُّ ((فيكتور شكلوفسكي)) Viktor Shklvsky، من أبرز المنظرين في "الشكلية الروسية" في مراحلها الأولى، خاصة مع مقاله الرائع الذي نشره عام (1917م) بعنوان: "الفن بوصفه صنعة" Art as Device، وفيه يدحض ((شكلوفسكي)) رؤية ((ألكسندر بوتبنيا)) Aleksander Potebnya، التي تري "الأدب" على أنه "تفكير بالصور" ([11]). ((فشكلوفسكي)) ينظر "للصورة" من وجهة نظر أخرى، وعلى أساس مغاير أيضا؛ يقول في ذلك: ((الفرق بين رؤية ((بوتبنيا)) وبين رؤيتنا للصورة؛ أننا لا نرى "الصورة" بوصفها مرجعا أساسيا دائما لنواحي الحياة المختلفة؛ إذ هدفها ليس إفهامنا المعني، وإنما هدفها خلق معني له طريقته الخاصة في إدراك الموضوع، إن الصورة تساعد على خلق "رؤية" Vision لكيفية إدراك الموضوع، بدلا من ذلك الإدراك المعتاد للمعني كما هو))([12]).
و"الصورة" بهذا الشكل عند ((شكلوفسكي)) وليدة رؤيته الخاصة "للأدب"، ولدوره ووظيفته الذي عليه أن يقوم بهما من منظوره، يقول ((شكلوفسكي)): ((إن غرض الفن هو نقل الشعور بالأشياء كما هي مدركة وليس كما هي معروفة بالفعل. وتقنية الفن [في ذلك] هي "تغريب" Unfamiliar الأشياء، وجعل الصيغ عسيرة، مع زيادة كل من صعوبة ومدى الإدراك؛ وذلك لأن عملية الإدراك غاية جمالية في ذاتها ولا بد من إطالة أمدها. فالفن طريقة لاكتشاف فنية Artfulness الموضوع، أما الموضوع ذاته فليس له أهمية))([13])[التأكيد من عنده، وما بين القوسين من عندي]. فهو يري أننا مع مرور الوقت يحدث عندنا نوع من "الألفة" Familiarization، بيننا وبين كل ما حولنا، كالعمل أو الثياب أو الزوجة أو حتى الخشية من الحرب، ليصبح ذلك مرسخا في "اللاشعور" Unconsciously؛ لذا هو يحدث بطريقة "تلقائية" Automization تماما، ويكاد "المعنى" في ظل ذلك أن يضيع منا جرَّاء هذا "الاعتياد"، فنحن مثلا نكمل الكلمات الناقصة في حوار ما نتيجة هذا "الاعتياد" المفرط، دون أن نلتفت إلى أن هناك نقصا في "المعني" المُقَدَّم. وهنا يأتي دور "الأدب" الذي ينبهنا إلى هذا "الاعتياد"، ويعيد إلينا وعينا وإدراكنا بالأشياء علي حقيقتها، من خلال ما يقوم به "الأدب" من عملية يطلق عليها ((شكلوفسكي)) بالروسية مصطلح [OSTRANENIE]، وهو يعني "التغريب" Unfamiliarization، ويقصد به نزع "الألفة" الاعتيادية التي أصبحت موجودة بالفعل بيننا وبين الأشياء، عن طريق جعل هذه الأشياء مدركة وملحوظة بكيفية مغايرة، ليست "آلية" وليست "اعتيادية" كما كان الحال في السابق.[14]((
وعلى هذا "فالصور" و"المعاني" التي تستخدم في "الأدب"، موجودة في الحياة من قبل أساسا، لكن نحن الذين أصبحنا غير قادرين على إدراكها بسبب "الألفة" التي حدثت بيننا وبين جميع مظاهر الحياة التي نحياها، إلى أن يأتي "الشعراء" في شعرهم فيقوموا بإعادة ترتيب وتنظيم هذه "الصور" في سياقات مختلفة، غير معتادة أو مألوفة كالتي نستخدمها نحن في حياتنا اليومية العادية، فما يقوم به "الشعراء" في الحقيقة؛ ليس ابتكارا "لصور" جديدة غير موجودة من قبل، وإنما هو إعادة تنظيم وترتيب لهذه "الصور" في نمط جديد، وذلك هو ما يجعلنا نشعر بأنها إبداع واختلاق جديد بخلاف ما هو حادث فعلا.([15])
إذن "الأدب" في أساسه ـ من منظور "الشكلية" ـ "لغة"؛ لكنها "لغة" مستخدمة بطريقة خاصة، "فالأدب" يقوم بعملية تحويل وتكثيف "للغة" العادية المستخدمة في تواصلنا العادي. إن "الأدب" ـ كما يقول ((رومان ياكوبسون)) Roman Jakobson ـ عنف منظم يمارس على الحديث العادي؛ ولذا فإن أنجح الأشياء في معالجة "الأدب" هو "علم اللغة"؛ لكونه القادر علي تحديد هذه "الانحرافات" Deviation التي يحدثها "الأدب" في "اللغة" التي يستخدمها([16]).
لذا اهتم "الشكليون" بالوزن Meter، والقافية Rime، والنواحي الصوتية Consultant Clusters، وما إلى ذلك من جوانب شكلية متعلقة بالصياغات اللغوية التي يتكون منها العمل الأدبي، في مقابل إهمالهم "المضمون" و"المحتوي" Content، فهم يرون أن "المضمون" الذي يقدمه العمل الأدبي ليس ذا أهمية بالنسبة إلى "إنشاء الشعر"، فالمضمون ليس أكثر من مجرد دافع للعمل الأدبي، وللنواحي الشكلية التي يُنشئها المؤلف فيه([17])، وإهمال "المضمون" الذي يقدمه "الأدب" و"العمل الأدبي" هو نقطة جوهرية تماما في فكر الشكليين؛ نظرا لكون الاهتمام بما يقدمه "العمل الأدبي" من مضمون، يغري دائما بالانزلاق إلى علم النفس وعلم الاجتماع والنواحي الفلسفية المختلفة، بينما التفكير في "المضمون" على أنه مجرد ذريعة لإنشاء "العمل الأدبي"، ومجرد فرصة مناسبة لممارسة نوع خاص من التدريب الشكلي، يتواءم تماما مع ما يريده الشكليون من دراسة لهذه النواحي دراسة علمية دقيقة؛ وبالتالي تصبح "رواية" مثل: "دون كيخوته" Don Quijote؛ ليست "رواية" عن هذه الشخصية التي تحمل هذا الاسم، بل هذه الشخصية هي مجرد أداة للجمع بين عناصر مختلفة من التقنيات الروائية، وعلى الغرار نفسه؛ تصبح رواية مثل: "مزرعة الحيوانات" Animal Farm ليست مجازا عن "الستالينية" Stalinism؛ بل علي العكس، "الستالينية" هي التي تقدم فرصة مناسبة لبناء مثل هذا المجاز الموجود في هذه الرواية([18]).
وليست القضية من منظورهم قضية إنكار لهذا المضمون، فهم يعترفون بعلاقة "الفن" بالواقع الاجتماعي، ولا ينفون هذه العلاقة، وإنما القضية عندهم قضية تحديد تخصصات. إذ هذه العلاقة -من منظورهم - ليست من شأن الناقد، كما أن ليس عمله تحديدها أو تحديد "المضمون" الموجود في "الأدب"([19])، وإنما كان همهم الأساسي هو دراسة النواحي الشكلية في مظاهرها اللغوية، التي يتَّبعها العمل الأدبي لكي يجعل من نفسه مغايرا للغة الخطاب العادي المستخدمة في الحديث اليومي، لكي يتمكن من تقديم تلك المعاني والحقائق التي اعتدنا عليها، في شكل "مُغَرَّب"، نستطيع معه الإدراك علي نحو أعمق وأكثر نضجا عما قبل.
ولا بد من التذكير هنا بدعوة ((ياكوبسون)) التي يريد فيها تحويل مجري البحث من "الأدب" ذاته، إلى ما يطلق عليه: "الأدبية" Literariness، يقول: ((موضوع البحث في علم الأدب Literary Science ليس الأدب Literature، وإنما "الأدبية" Literariness، تلك التي تجعل من أي عمل معطى عملا أدبيا))([20])؛ لذا فهو - في الموضع نفسه- ينتقد ما كان عليه الحال عند مؤرخي الأدب السابقين، الذين تعاملوا مع التاريخ الأدبي وكأنهم رجال بوليس، يحاولون الإمساك بالمتهمين ووضعهم في الحجز، لذا أمسكوا بكل ما يقابلهم من نواح سياسية واجتماعية ونفسية، لكنهم لم يمسكوا أبدا "بالأدب" ذاته، لم يمسكوا "بعلم الأدب" علي نحو ما يريد ((ياكوبسون)) أن يحدث في الدراسات الأدبية.
ويُذكَر أن "الشكلية" كان لها دور كبير في تطوير النقد الروائي، نظرا لما جاءت به من مفاهيم خاصة حول: "الوظيفة"، و"الحبكة"، و"الحكاية"، و"التحفيز"، وغيرها. وقد تناولت هذه المفاهيم في بالتفصيل وبالتطور التاريخي في موضع آخر[20] وجدي بالتنويه أن الخطوة التالية للشكلية الروسية في المسار التاريخي لنظرية الأدب المعاصرة هي حلقة براغ اللغوية

.




([1]-) يلح ((جاكسون)) علي هذه النقطة كثيرا في كتابه: ((بؤس البنيوية))، وهو يجعل من الدفاع عن إساءة قراءة ((دو سوسير))، ومن توضيح الخلط الذي تتعرض له أرائه عند الكثيرين، هما أساسيا في كتابه هذا، راجع: ليونارد جاكسون: ((بؤس البنيوية))، مرجع سابق، صـ17، 32، 102-103، 167، 304.
([2]-) أنظر: تيري ايجلتون: ((مقدمة في نظرية الأدب))، ترجمة: أحمد حسان، الهيئة العامة لقصور الثقافة، [سلسلة كتابات نقدية رقم (11)]، القاهرة، سبتمبر 1991م، صـ73.
([3]-) See: Peter Steiner: Russian Formalism, IN: The Cambridge History Of Literary Criticism, Volume VIII, From Formalism to Poststucturalism, ED: Raman Selden, Cambridge University Press, New York, 2005, P.11.
([4]-) أنظر: تزيفتان تودوروف: ((الشعرية))، ترجمة: شكري المبخوت، ورجاء بن سلامة، ط2، دار توبقال، الدار البيضاء، 1990م، صـ14.
([5]-) Radu Surdulescu: From Structure and Structurality in Critical Theory, 1.Russian Formalism: The Systemic Nature of Literariness, Taken From The Internet, Date:12-05-2006,
«http://www.unibuc.ro/eBooks/lls/RaduSurdulescu-FormStructuality/Capitolul%20I.htm»
([6]-) خوسيه ماريا بوثويلو إيفانكوس: ((نظرية اللغة الأدبية))، ترجمة: د.حامد أبو أحمد، مكتبة غريب، [سلسلة الدراسات النقدية رقم (2)]، القاهرة، د.ت، صـ45.
([7]-) تيري إيجلتون: ((مقدمة في نظرية الأدب))، مرجع سابق، صـ13.
([8]-) See: David Cunningham: Futurism (1909-1939), The Literary Encyclopedia, Taken From The Internet, Date: 26-04-2006,
«http://www.Litencyc.com/phpstopics/rec=true&uid=450»
([9]-) راجع: رامان سلدن: ((النظرية الأدبية المعاصرة))، ترجمة: د.جابر عصفور، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة، 1991م، صـ23-24.
([10]-) بول كوبلي و ليتسا جانز: ((أقدم لك: علم العلامات))، ترجمة: جمال الجزيري، المجلس الأعلي للثقافة، المشروع القومي للترجمة، [سلسلة أفاق رقم (549)]، القاهرة، 2005م، صـ136.
([11]-) أنظر: رامان سلدن: ((النظرية الأدبية المعاصرة))، مرجع سابق، صـ27.
([12]-) Victor Shklovsky: Art as Device, (1917), Abbreviated, Taken From The Internet, Date: 13-05-2006,
«http://courses.essex.ac.uk/LT/LT204/D EVICE.HTM»
([13]-) Ibid
([14]-) See: Ibid, and See Also: Radu Surdulescu: From Structure and Structurality in Critical Theory, 1.Russian Formalism: The Systemic Nature of Literariness, op.cit.
([15]-) See: Victor Shklovsky: Art as Device, (1917), Op.Cit.
([16]-) أنظر: تيري إيجلتون: ((مقدمة في نظرية الأدب))، مرجع سابق، صـ13-14.
([17]-) See: John Holcombe: Formalists, Taken From The Internet,
Date: 12-05-2006, «http://www.textetc.com/theory/formalists.html»
([18]-) أنظر: تيري إيجلتون: ((مقدمة في نظرية الأدب))، مرجع سابق، صـ13-14.
([19]-) أنظر: السابق، صـ14.
([20]-) راجع الفصل الثاني من كتابي: تلقي البنيوية في النقد العربي نقد السرديات نموذجا، دار العلم والايمان بكفر الشيخ، 2009م

مفهوم وحدة القصيدة عند النقاد الرومانسيين (جماعة الديوان)

مفهوم وحدة القصيدة عند النقاد الرومانسيين (جماعة الديوان) بحث: الناقد وائل النجمي يعد مفهوم "وحدة القصيدة" من المفاهيم اله...